استضافت حلقة جديدة من برنامج "فضاء رمضان" ، الذي تبثه شبكة إذاعة موريتانيا في إطار أنشطة الإحياء الرمضاني ، الضيفين الكريمين ، فضيلة الأستاذ أبو بكر ولد أحمد ، ود. سيدي ولد الزحاف لنقاش موضوع هام من شقين فقهي وصحي بعنوان : "رؤية الإسلام لحقوق الإنسان" و"كوفيد-19 وحملة التطعيم".
وقال فضيلة الأستاذ ، خلال مداخلاته ، إن حقوق الإنسان مفهوم مركب تركيبا إضافيا من كلمتين "حقوق" و"الإنسان" والحقوق جمع حق وتطلق لغة على الثبات الذي لا يقبل النفي؛ أما الإنسان في المفهوم الإسلامي فهو كائن مكلف بعمارة الأرض ، مستعرضا فضيلته مختلف التعريفات التي قدمتها التيارات الفلسفية والفكرية للإنسان ، موضحا أن كل واحد منها يختزل الإنسان في بعد من أبعاده المتباينة على اعتبار أن الإنسان في حقيقته ظاهرة غير سهلة التصنيف.
وأبرز أن الدين الإسلامي جاء ثورة على وضعية مزرية كانت البشرية جمعاء تتخبط في ظلماتها ، وقدم رؤية شاملة للحقوق المادية والمعنوية مرتكزها هو تكريم الإنسان مطلقا بغض النظر عن لونه وعرقه وجنسه ومعتقده ، عبر منظومة متكاملة تبين محدداتها مستويات الارتباط وتعترف بخصوصية الاختيار وتحترم واجب التواصل على أساس المشتركات الإنسانية الرفيعة.
وأوضح فضيلة الأستاذ أن الإسلام ، الذي عاشت في كنف دولته أمم وشعوب من ديانات متنوعة ، كان له فضل السبق في تكريس مبادئ حرية الرأي والفكر والاجتهاد قرونا قبل ظهورها كمفهوم غربي مستهلك في عالم حولته العولمة إلى قرية كونية واحدة  ، مستدلا على كل ذلك بوقائع وأحداث مشهودة في تاريخ المسلمين ، مبينا من خلالها أن حقوق الإنسان مكفولة في الإسلام وراسخة فيه كثقافة سواء تعلقت بالطفل أو المرأة أو الأقليات أو الضعفاء.
بدوره ، تحدث د. سيدي ولد الزحاف ، مدير الصحة العمومية ، عن المراحل التي مر بها تفشي كوفيد-19 في بلادنا ، مؤكدا أن الوضعية الوبائية اليوم تطبعها حالة من التعافي المشوب بالحذر ، مسلطا الضوء ، في هذا السياق ، على الظروف التي تجري فيها عمليات التلقيح ضد الوباء على عموم التراب الوطني ، والمعايير المتبعة في تنفيذها والفئات المستهدفة ومجمل الأهداف المرجوة منها في الحد من خطورة الانعكاسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على أي موجات محتملة من الوباء.
م.فـــــــاضل.م