ألقى الإمام القارئ شيخنا ولد سيد الحاج بعد ظهر اليوم الأربعاء محاضرة الحلقة الــ23 من برنامج روضة الصيام تحت عنوان "مكانة المحظرة الشنقيطية ودورها في نشر العلم"من الجامع الكبير بنواكشوط، وذلك ضمن أنشطة الإحياء الرمضاني لهذا العام.
وبدأ فضيلة الشيخ محاضرته باستعراض السياق التاريخي لنشأة المحظرة الشنقيطية، مبينا أنها ظهرت منذ بداية دخول الإسلام لهذه الأرض وورد ذكرها في عدة مصادر تاريخية خلال القرن الثاني الهجري، مشيرا إلى أن المحاظر بدأت حضرية في كل من أوداغست وتنيكي وشنقيط وودان وولاته وتشيت وغيرها من الحواضر العتيقة ثم انتقل العلم مع أهله إلى البادية بسبب الارتحال وطبيعة الأرض.
وأضاف فضيلته أن المحظرة هي مدرسة لتعليم العلم تقوم على مناهج وأساليب تتدرج من الصغير إلى الكبير حتى تستجمع المعارف كلها، بداية مع علم العقائد والفروع والأحكام الفقهية والتصوف، ثم علم الآلة من نحو وصرف ومنطق وغيرها وتختلف هذه التصنيفات حسب منهجية كل محظرة، وهي تتكامل في ما بينها حيث تتوزع ، حسب المناطق الجغرافية، الأدوار والتخصصات في هذا المجال، فتشتهر بعض الجهات بعلوم القرآن الكريم وحفظه وتتميز أخرى بعلوم اللغة العربية والنحو.
وأوضح المحاضر أن المحظرة لعبت دورا هاما في تعليم الناس وفض النازعات وتسوية الخلافات وحفظ الثقافة العربية الإسلامية، وتحصين المجتمع من كل ما يهدد وحدته من غزو فكري وحضاري عصف بمجتمعات عديدة.
وتميزت المحظرة الشنقيطية باعتمادها على الحفظ والاستظهار، حيث يجمع طالب المحظرة بين الفهم والحفظ، فالعلم الذي في صدور العلماء الشناقطة وحضور ما تعلموه في أذهانهم منحهم ميزة خاصة تفوقوا بها على أقرانهم في مختلف بقاع المعمورة، حيث ألف بعضهم الكتب دون أن يرجع إلى كتاب أو مرجع معتمدين على ذاكرتهم فقط، ونقحوا مكتبات عالمية معتمدين على حفظهم وفهمهم مستعرضا عدة نماذج في هذا المجال.

بدوره، تحدث د. المصطفى ولد محمدن ضيف الفقرة الصحية من البرنامج عن "كورونا والإجراءات الاحترازية"، حيث شدد على أهمية مواصلة الحفاظ على الإجراءات الاحترازية لمكافحة الجائحة ، مبينا ضرورة أخذ اللقاحات وخاصة بالنسبة للفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بالفيروس ككبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، موجها العديد من النصائح الطبية التي تهم المواطنين في هذا المجال.

الطالب مختار المجتبى