نظمت شبكة إذاعة الخدمة العمومية ليلة البارحة ، في مقرها بنواكشوط ، ندوة علمية تناولت " تاريخ القضاء في المجال الصحراوي من عهد المرابطين إلى قيام الدولة الموريتانية " ، وذلك تثمينا للتراث الحضاري وإسهامات المكتبة الشنقيطية في مختلف أوجه الحياة الثقافية والسياسية.
أنعشت هذا السمر الفكري نخبة من السادة العلماء الأفاضل والدكاترة الخبراء والباحثين المختصين في هذا المجال.
وفي مستهل الندوة قدم السادة العلماء عرضا مفصلا حول أهمية العدل في الشريعة الإسلامية، وعرفوا العدل بأنه هو القسط مستدلين على ذلك بالنصوص الشرعية الصحيحة مبينين من خلال ذلك أن الله تعالى أمر بالحكم بالعدل والابتعاد عن الحكم بالهوى ، لما في ذلك من مصلحة للعباد والبلاد فبالعدل يعم الأمن والسكينة والوئام والطمأنينة بين الناس ، وبفضل وجوده ينتشر الخير وتحل البركة في الأسواق والأرزاق ، وهو ركيزة أساسية لتمكين الدول واستمرارها.
كما تعرض حديثهم لتاريخ ومكانة القضاء في الشريعة الإسلامية، مؤكدين أن القضاء العادل هو الذي ينصف المجتمع فلا يضيع معه حق وبصلاحه يصلح المجتمع ، وهو وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإذا عدل القاضي في حكمه فهو أعظم الناس أجرا ، كما أن العكس صحيح.
بعدها تناول ضيوف الندوة من خبراء ودكاترة وباحثين بالتحليل تاريخ ومسار تطور القضاء في بلادنا منذ عهد الدولة المرابطية وحتى قيام الدولة المركزية الحديثة ، وذلك من خلال استعراض المصادر التاريخية التي جاءت بأمثلة حية من تاريخ الدولة المرابطية في الصحراء وأعلام القضاء المشهورين في ذلك العهد وما بعده من حقب تاريخية ، مستعرضين في هذا الصدد تطور الأحكام والنوازل الفقهية تاريخيا وواقع القضاء في هذه المرحلة.
نقلت وقائع هذه الندوة مباشرة على أثير شبكة الإذاعة العامة ومحطاتها المتخصصة والجهوية وعبر مختلف وسائطها الإلكترونية وشاشات شركائها في المجال السمعي البصري.