أدى فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد العتيق بمدينة ولاتة التاريخية.

وبعد وصول رئيس الجمهورية للمسجد وتحيته بركعتين، أذن للصلاة، ثم أمَّ المصلين إمام المسجد الشيخ أكَّه ولد محمد جدو.

وفي خطبتيه حضَّ فضيلة الإمام على الاستعداد للرحيل والتزود بالعمل الصالح من أجل الرحلة الأبدية، وبالغ في الوعظ والإرشاد، ثم حمدَ الله وأثنى على الله، مصليا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، موصيا بتقوى الله جلَّ شأنه، ثم حذر من الاغترار بهذه الدار الفانية، قبل أن يدعو بالأمن والاستقرار والتقدم لهذه البلاد ولكل المسلمين.

وبعد الصلاة، استمع فخامة رئيس الجمهورية إلى محاضرة، ألقاها فضيلة العلامة محمد المختار ولد امباله، تناول فيها تأسيس المدن التاريخية على الأسس المجتمعية الإسلامية، مؤكدا أن من أسسوا هذه المدن استحضروا المنهج النبوي في تأسيس المدينة المنورة، حيث كانوا يبدأون ببناء المسجد، قبل العمل على المؤاخاة بين جميع المكونات الاجتماعية، مما أفرز توزيعا دقيقا وعادلا للمسؤوليات بين الجميع.

وفي ختام المحاضرة أسهب الشيخ، في الحديث عن علماء ولاتة ومؤلفاتهم.

وبعد أدائه الصلاة، أشرف فخامته على انطلاق “مسابقة القرآن الكريم والحديث والسيرة النبوية والفقه المالكي واللغة العربية” في نسختها الثانية عشر، وهي مسابقة تعتبر جزءا من مكونات فعاليات مهرجان مدائن التراث، الذي أعطى فخامته انطلاقته صباح اليوم في ولاتة.

وتشرف لجنة تحكيم مكونة من أئمة الجوامع العتيقة الأربع بمدننا التاريخية التي تتناوب على استضافة مهرجان مدائن التراث، ويرأسها مسؤول من وزارة الثقافة وتضم ممثلا عن وزارة الشؤون الإسلامية.

وقد تضاعفت جوائز هذه النسخة من المسابقة، حيث انتقلت من ثمانية جوائز إلى ستة عشر جائزة.

وبعد ذلك، وانطلاقا من المسجد العتيق، قام فخامة رئيس الجمهورية بالسير على الأقدام في درب عتيق في الحي المصنف كتراث عالمي، وهو درب يمثل نموذجا للحياة الولاتية القديمة، وخلال سيره كان فخامته يتلقى شروحا من أحد أبناء المدينة عن طبيعة الدرب والحي عند كل منعرج.

وأثناء مروره تبادل فخامته أطراف الحديث مع بعض العمال الذين كانوا يقومون على طلاء جدران في الدرب، وبعض النسوة اللاتي يقمن بالزخرفة الولاتية لواجهة إحدى الدور المطلة على الدرب العتيق.