أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات في نواكشوط، على حفل افتتاح أعمال المؤتمر الثامن لرابطة العمد الموريتانيين، تحت شعار “اللامركزية رافعة للتنمية المحلية”، ويدوم يوما واحدا.

وفي كلمة له بالمناسبة، أعرب معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين عن جزيل شكره وعظيم امتنانه لفخامة رئيس الجمهورية، على تشريفه بافتتاح أعمال المؤتمر، رغم انشغالاته الجمّة.

كما عبر عن تمنياته أن تُكلل رئاسة بلادنا للاتحاد الافريقي بالتوفيق والنجاح، مهنئا فخامة رئيس الجمهورية على نيْله إجماع نُظرائه، قادة الدول الافريقية والشعب الموريتاني على هذا التشريف.

وقال معالي وزير الداخلية واللامركزية إن هذا الإجماع يعكس، نجاعة سياسات بلادنا داخليا وخارجيا، وعلاقاتها الطيبة مع الجميع، ومصداقيتها لدى الشركاء الدوليين، مشيرا إلى أن هذا التتويج سيمكن من زيادة إشعاع البلاد على المستوى العالمي، بما في ذلك تمثيل القارة الإفريقية في المحافل الدولية، خاصة مجموعة العشرين، ويحصل هذا بعد أن شكلت بلادنا ـ في الفترة الأخيرة ـ وجهة للقادة الأفارقة والأوربيين.

ونبه إلى أن هذا التألّق على المستوى الخارجي، واكبه على الصعيد الداخلي وفاء فخامة رئيس الجمهورية بكل ما التزم بــه في بــرنامـــج “تعهداتي”، سواء تعلق الأمر بالمدرسة الجمهورية أو بالاستثمار في المجال الاجتماعي أو بتقوية اللحمة الاجتماعية، أو بمبادرات الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، أو بالنهوض بأقطاب التنمية، أو باستتباب الأمن والاستقرار، أو في التصدي للكوارث والأزمات، وعلى المستوى السياسي تمت ترقية الديموقراطية و تقوية الجبهة الداخلية، بفضل سياسة الانفتاح، والتهدئة السياسية التي انتهجها، مما مكن من التوصل إلى الاتفاق السياسي الجامع الذى مهّد لتنظيمِ الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية الأخيرة، في جوّ يطْبعُه الإجماع والتشارك، والذى أتبع ـ لاحقاًـ بالتوقيع على وثيقة الميثاق الجمهوري.

وأضاف أنه تثمينا لتلك المكاسب، ونظرا لتشبــثِفخامة رئيس الجمهورية الدائم بسيــادة البلد، ومصالحه الحيـــوية، وعرفاناً منهم بالجميل، أصبح طيْف عريض من الموريتانيين من مختلف المشارب والمناطق يطالبون بمواصلة المسيرة، ويتطلّعون إلى استكمال الورشات الكبرى التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية خلال المأمورية الحالية.

وقال معالي وزير الداخلية واللامركزية إن حضور صاحب الفخامة اليوم لأعمال المؤتمر العادي الثامن لرابطة العمد الموريتانيين يعد أصدق برهان على إرادته القوية للدفع باللامركزية، وتَوجُّهِه الرامي إلى جعل التنمية المحلية القاعدةَ الصلبة لمكافحة الغبْن والهشاشة، وتحسين ظروف المواطنين، وإنصافهم ، في كل رُكْن من الوطن.

وسبيلاً إلى كل هذا – يضيف وزير الداخلية – تم استحداث مجلس وطني للامركزية والتنمية المحلية، تحت رئاسة فخامة رئيس الجمهورية، يضُم في تشكيلته ممثلين عن العمد، لافتا إلى أن هذا النموذج فريد من نوعه، كإطار يتكفّل بالسهر على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للامركزية والتنمية المحلية المعتمدة من طرف الحكومة ، والتي تم تفعيلها عمليا.

وأوضح معالي الوزير أن هذا المؤتمر ينعقد بعد تنظيم انتخابات بلدية توافقية، تم خلالها اعتماد نظام النسبية المطلقة، سعيا إلى توسيع قاعدة التمثيل، في المجالس البلدية، وتعزيز الديمقراطية المحلية، وتحقيق إشراك أكبر للمواطنين في تسيير شؤونهم.

كما ثمن معالي وزير الداخلية واللامركزية، الدور المحوري، الذي تلعبه رابطة العمد الموريتانيين، كإطار جامع للعمد، يعول عليه كثيرا على إسهامها، مدعومة من طرف الحكومة والشركاء في التنمية، في تنسيق الجهود وتأطير المنظومة البلدية، خدمة للعمل المشترك والتضامن ما بين البلديات، والتعاون الدولي.

وجدد معالي الوزير التأكيد على أن قطاع الداخلية واللامركزية، سيظل على استعدادٍ دائم لمواصلة الدعم والمؤازرة لرابطة العُمد الموريتانيين، بوصفها شريكا أساسيا في مضمار النهوض باللامركزية.

وبدورها أكدت رئيسة رابطة العمد الموريتانيين السيدة العالية بنت يحي ولد منكوس أن هذا المؤتمر ينعقد في وقت حققت فيه بلادنا إصلاحات جوهرية طالت مجالات الديمقراطية وتعزيز دولة القانون وتطوير المنظومة الانتخابية وإصلاح العدالة والتعليم وقوانين الاستثمار، وهو ما كان له الأثر الكبير في تحسين الحكامة السياسية والإدارية والاقتصادية وإرساء أسس التنمية المستدامة.

وأضافت أن التوجيهات التي تلقتها الرابطة أثناء المنتديات التي أشرف عليها معالي وزير الداخلية واللامركزية على عموم التراب الوطني مكنت من تشخيص كافة معوقات العمل البلدي والتطرق للظروف التي يعيشها العمد.

وأكدت أن تنفيذ سياسات الحكومة سيتعزز بتفعيل دور المجموعات المحلية ومشاركتها الفعلية تصميما واختيارا للأولويات ومتابعة وتقييما للسياسات العمومية المحلية.

وحضر حفل افتتاح المؤتمر معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس المجلس الدستوري؛ وزعيم مؤسسة المعارضة الديموقراطية؛ وعدد من أعضاء الحكومة وأصحاب السعادة السفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدة في موريتانيا ووالي نواكشوط الغربية ونائبة رئيسة جهة نواكشوط.