خلدت الجمعية الوطنية، صباح الأربعاء بمقرها في نواكشوط، الذكرى المئوية لميلاد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.

وأوضح النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية، السيد محمد يحي ولد خرشي، في كلمة بالمناسبة، أن الجمعية الوطنية لا تستذكر بتخليدها لهذه الذكرى مناضلا صلبا ضد الميز العنصري والقمع، فحسب، وإنما تستذكر إضافة إلى ذلك، قيم النضال والانعتاق والشجاعة والصبر والمساواة والصفح والمحبة .

وقال إن نيلسون مانديلا كان مثالا للثائر الذي لم تثنيه سنوات السجن التي تجاوزت ربع قرن من الزمن عن مواصلة السعي للأهداف التي ناضل من أجلها، و مثالا للسياسي الذي لم يزده القمع و الاقصاء إلا إصرارا على قبول الآخر ومحاورته.

وأضاف أن نيلسون مانديلا، كان مثالا للزعيم المحبوب الذي لم يخضع لإغراءات السلطة والرئاسة الخالدة وآثار التناوب وتجذير الديمقراطية، كما كان مثالا للخصم الشريف الذي دافع عن سجانيه متجاوزا الأحقاد المتراكمة في سبيل تعزيز الوئام الوطني، مشيرا إلى أن هذا الزعيم كان بالإضافة إلى ذلك مناضلا أمميا لم تشغله قضيته الوطنية عن مناصرة القضايا العادلة وقيم الحرية والعدل والديمقراطية.

وأشار النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية، إلى أن القارة الافريقية والعالم أجمع سيذكر لهذا الرجل أنه عمل بمثابرة لنشر ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ الديمقراطية الحقيقية التي تأسس لاختيار الحاكم ومساءلته متخذا من النضال السلمي سبيلا إلى ذلك، منبها إلى أن هذا الرجل سيظل على الدوام ملهما وقدوة لمحبي العدل والمساواة والتعاون بين الشعوب في شتى أصقاع الارض.

وبدوره أوضح سفير جمهورية جنوب إفريقيا، سعادة السيد لويس بينار، أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية كرمت جمهورية جنوب إفريقيا يوم 02 يوليو 2018 خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة التي احتضنتها موريتانيا، حيث حضر الرئيسان السيد محمد ولد عبد العزيز والسيد سيريل راما فوسا، حفل تدشين شارع نيلسون مانديلا، شاكرا موريتانيا وقائدها وأعضاء الجمعية الوطنية وجميع مواطني هذا البلد الشقيق على هذا التكريم.

وقال إن موريتانيا دعمت منذ استقلالها سنة 1960 الغالبية العظمى من مواطن جنوب إفريقيا خلال الأيام المظلمة للفصل العنصري، حيث قدمت الحكومة الموريتانية الأولى برئاسة الرئيس المختار ولد داداه جواز سفر موريتاني إلى أوليفر تامبو ريجنالد، الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني الافريقي في المنفى، الذي سمح له بالسفر إلى الأمم المتحدة وعدة دول أخرى لاطلاع العالم على مخاطر الفصل العنصري.

وقدم عرضا حول الإنجازات التي حققها نيلسون مانديلا ومساهمته في التطورات الدستورية في جنوب إفريقيا بعد خروجه من السجن يوم 17 فبراير 1990م.

جرى حفل تخليد هذه الذكرى بحضور مجموعة من نواب الجمعية الوطنية، وعدد من السفراء المعتمدين في موريتانيا، والأمين العام للجمعية الوطنية.