انطلقت الاثنين بنواكشوط أعمال الورشة الإقليمية لتقييم الوثائق التعليمية للإرشاد السريري، منظمة من طرف المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لغرب ووسط إفريقيا.

ويشارك في هذا الملتقى الذي تحتضنه المدرسة الوطنية العليا لعلوم الصحة، المراكز التكوينية للقابلات في 23 دولة من وسط وغرب إفريقيا.

وتهدف الورشة التي تتواصل لمدة 4 أيام إلى الخروج بمناهج تدريسية تراعي حاجات وخصوصيات جميع البلدان بهدف تحسين جودة الخدمات العلاجية لمهنة القابلة للحد من وفيات الأمهات وحديثي الولادة عن طريق تطبيق مقاربة الإرشاد السريري للقابلات بعد أن أثبتت نجاعتها في محيطنا الإقليمي.

وتقوم هذه المقاربة على التكوين الميداني للقابلات في أماكن عملهن بمصاحبتهن بقابلات متدربات ومتحصلات على الكفاءة والتجربة اللازمتين.

وأوضح وزير الصحة، الدكتور محمد نذير ولد حامد، في كلمته بالمناسبة، أن ارتفاع نسبة وفيات الأمهات وحديثي الولادة يشكل أحد التحديات التي تواجه القارة الإفريقية وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء على الخصوص حيث تصل هذه النسبة إلى 582 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة حية وهو ما يعتبر رقما مقلقا مما حدى بالحكومة الموريتانية في إطار الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة إلى الالتزام بخفض هذه النسبة إلى 70 وفاة لكل مائة ألف ولادة حية في أفق 2030، مؤكدا أن هذا الهدف مطابق لتعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للرفع من صحة المواطن الموريتاني وخاصة الفئات الهشة منه.

ونوه وزير الصحة في هذا الصدد باختيار المدرسة الوطنية العليا لعلوم الصحة لاحتضان هذا التكوين من قبل المكتب الجهوي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لما تتوفر عليه هذه المدرسة من مؤهلات تربوية ومن بنى تحتية وتجهيزات حديثة وأرضيات تدريب مناسبة إضافة إلى تجربة تربو على نصف قرن من التكوين.

وتعهد وزير الصحة بالتزام قطاعه برعاية هذا التكوين ومواكبته حتى يحقق مجمل أهدافه.

وبدوره أشاد الدكتور محمد الكوري بوطو ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان المقيم، بما قامت به موريتانيا على غرار بلدان المنطقة خلال السنوات الأخيرة من جهود للحد من وفيات الأمهات مما مكن البلاد من الاضطلاع بالتزاماتها الدولية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن التجربة أثبتت أن البلد الذي يتوفر على العدد الكافي من القابلات المؤهلات ويتم توزيعهن بصورة منظمة هو المؤهل لرفع التحدي المتمثل في الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

وبدوره أكد الممثل الإقليمي في إفريقيا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتور سوستن دوكورو، استعداد الصندوق لدعم الحكومة الموريتانية في جهودها من خلال ممثل الصندوق المقيم بها وتعبئة الموارد

التقنية الضرورية لتنفيذ مثل هذه المبادرة، مؤكدا أن منظمته واثقة من قدرة الحكومة الموريتانية على النجاح في مساعيها.