نظمت إذاعة القرآن الكريم مساء اليوم الأربعاء الـ26 فبراير 2020 بمركز الاتصال و الإعلام ندوة علمية بعنوان "مجــــالس الحكمة" استضافت فقهاء بارزين و مشايخا فضلاء وعددا من قراء وحملة كتاب الله العزيز.
استهلت الندوة بتلاوات قرآنية متميزة ، أدتها كوكبة من قراء الإذاعة المعروفين ، قرأ بعدها السيد محمد ولد محمد الأمين ولد لكبار كلمة الإذاعة التي بين فيها أن "أهل السنة أمة وسط بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص و ظاهره" .
وأضاف أن إذاعة القرآن الكريم نجحت في المرحلة الأولى في إنتاج المصاحف والكراسي والدروس المحظرية .
ومواصلة في هذا المشوار ، أعلن المتحدث باسم الإذاعة أن منصات الإحياء الديني لإذاعة القرآن الكريم هذا العام سوف تكون "نضرة بتبليغ السنة وعلومها والتعريف برجالها وبجلسات سماعها وبألفيتها وأنظامها وشروحها ، و علوم رجالها ، ومنزلة متونها في التآليف وفي الدرس وفي التمحيص" ، و هذا العمل ، يضيف المتحدث ، يراد به وجه الله وتنشد به بركات مجالس الذاكرين والصالحين تجسيدا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
تتالت بعد ذلك مداخلات المشاركين في هذه الندوة ، حيث قدم الضيف الشرفي ، فيها فضيلة الشيخ سيد يحيى عبد الوهاب عرضا شافيا حول "مكــــانة السنة استنادا إلى كتب الأئمة " ، مبرزا أنه لا يختلف اثنان من أهل القبلة على مكانة سنة النبي صلى الله الله عليه و سلم ، فهي المصدر الثاني بعد كلام الله عز و جل ، فرسولنا الكريم عليه أفضل صلاة و أزكى تسليم قد "أوتي القرآن و مثله معه" .
وفي سيـــاق مداخلاته ، بعد ذلك ، نبه إلى أن المسلك البحثي الذي وضعه علماء الحديث لنقد الرواة وتصحيح الأحاديث وغربلة صحيحها من مكذوبها ، كان منهجية فريدة لم يسبقوا اليها ، مدللا بالشروط والقيود التي استندوا عليها ، وهو الجهد الجزيل الذي أسهم في تأسيس قواعد راسخة لهذا المبحث العظيم المتعلق بالسنة النبوية .
وفي ختام مداخلاته ، عبر الشيخ سيد يحيى عن استحسانه لعنوان "عـــام تبليغ السنة النبوية" واستبشاره بهذه التسمية التي تحملها تجربة جديدة تعكف إذاعة القرآن الكريم على تنفيذها خلال هذا العام ، مؤكدا أنه من الملح أن نعمل جميعا على إحياء السنة النبوية قولا وفعلا ، متطلعا إلى أن تعود مجالس السماع إلى سابق عهدها في محاظر بلاد شنقيط العامرة بالعلم والعلماء ، فقد حان وقت الحاق كل فرع باصله ، وفق تعبيره .
نشير هنا إلى أن فضيلة الشيخ سيد يحيى عبد الوهاب ، هو لغوي ومتحدث متخصص في القرآن والمتون المدرسة في المحظرة الشنقيطية ، وهو عضو في لجنة تزكية المصاحف في العالم الإسلامي وله باع واسع في المنقول والمفهوم و و مشارك في عدد من تآليف المكتبة الإسلامية .
وتضمنت الندوة معالجات علمية رصينة للمحاور التالية :
- "مراحل تدوين السنة النبوية"
- "مقدمة حول موطأ الإمام مالك"
- "الإخلاص" من خلال الحديث النبوي (إنما الأعمال بالنيات)
- "الصدق" من خلال الحديث النبوي الشريف (عليكم بالصدق.. )
- "الصلاة" من صحيح مسلم
- "الصوم" - "تعريف ابن ماجه " /صاحب كتاب السنن /
- "طلب العلم"
- "الحج" .
وتخللت قراءات قرآنية مختـــارة مختلف هذه المعالجات ، التي أطرت للمواضيع المطروحة بشروح مفصلة يضيق المقام عن استعراض تفصيلاتها.
جرت فعاليات هذه الندوة المباركة ، التي زاوجت بين السنة وحديث عنها ، بحضور المدير العام لشبكة إذاعة موريتانيا السيد محمد الشيخ ولد سيد محمد ، محاطا بعدد من كبار معاونيه .