تمثل مدرسة تكوين المعلمين بلعيون إحدى الركائز الأساسية في منظومة التعليم الوطني، لما تضطلع به من دور محوري في إعداد الكوادر التربوية وتخريج المعلمين المؤهلين، الذين يشكلون العمود الفقري لأي نهضة تعليمية. فمنذ تأسيسها قبل أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، ظلت هذه المؤسسة الأكاديمية ترفد الميدان التربوي بكفاءات مهنية مزودة بالمعارف والمهارات اللازمة لأداء رسالتها النبيلة.
نقلة نوعية في البنية والبرامج
وقد شهدت المدرسة مؤخرًا، حسب ما أفاد به رئيس القطاع الإداري الأستاذ خطاري ولد محمد المصطفى، طفرة تنموية لافتة تجسدت في تحسين البنى التحتية، وتوفير المعدات التربوية الحديثة، والتجهيزات المكتبية، فضلاً عن مستلزمات التكوين العملي والنظري.
ولم تقتصر هذه النهضة على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتشمل مراجعة شاملة لبرامج التكوين، وتحديث شروط الاكتتاب، وتطوير أساليب التدريب، واعتماد معايير دقيقة لتقويم الأداء، بما يكفل تكوين معلمين يمتلكون الكفاءة اللازمة لضمان جودة التعليم في مختلف مراحله.
مرافق متكاملة لخدمة التكوين
تضم المدرسة مجمعًا إداريًا يحتوي على ثلاثة قطاعات وسبع مصالح، إلى جانب ثمانية عشر قسماً، ومكتبة، ومخزن، ومدرج، ومخبر لغات، بالإضافة إلى قاعة معلوماتية وقاعة استراحة، وخمسة عشر مرحاضًا، ما يوفر بيئة ملائمة لعملية التكوين.
طاقم تدريسي بخبرة ميدانية
ويبلغ عدد المكوِّنين في المدرسة سبعةً وعشرين أستاذًا، يتمتعون بخبرة واسعة في مجال التعليم والتكوين، ما يُسهم في نقل المعارف والخبرات للطلاب بأساليب تربوية حديثة، ويعزز من قدراتهم المهنية.
تكوين تطبيقي في الميدان
كما تتبع للمدرسة مؤسسة ابتدائية ملحقة، تمثل فضاءً عمليًا لتطبيق ما يكتسبه الطلاب المعلمون من معارف نظرية ومهارات تربوية، مما يجعل التكوين أكثر فاعلية وواقعية، ويُسهم في صقل مهاراتهم التربوية قبل دخولهم الفعلي إلى ميدان التدريس.
إقبال بدافع الانتماء والرسالة
ويؤكد الطلاب المعلمون أن دافعهم الأول للالتحاق بهذه المهنة هو حب التدريس، والرغبة في خدمة الوطن والمجتمع، مشيدين في الوقت ذاته بظروف التكوين، والمناخ التربوي الإيجابي الذي توفره إدارة المدرسة، وكفاءة الطاقم التدريسي.
ھءا، وتمثل مدرسة تكوين المعلمين بلعيون نموذجًا حيًّا لمؤسسة تعليمية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتسعى باستمرار لتخريج معلمين أكفاء يسهمون في بناء أجيال المستقبل، وترسيخ قيم المواطنة والمعرفة.