العيد في لعيون... طقوس متجذرة وبهجة تتجدد

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تعيش مدينة لعيون أجواءً استثنائية تعبّر عن عمق الروابط الاجتماعية، والتمسك بالعادات المتجذرة، والبهجة التي تعمّ مختلف الفئات.

وتبدأ الاستعدادات قبل العيد بأيام، حيث تشهد الأسواق المحلية نشاطًا ملحوظًا، ويتوجه أرباب الأسر إلى اقتناء الأضاحي، حريصين على انتقاء الأجود منها وفق الشروط الشرعية والمواصفات المرغوبة. ويزداد الطلب عادة على الكبش الأقرن الأبيض الأملح، الذي يطأ في سواء ويأكل في سواد، لما له من رمزية دينية وجمالية.

أما الأضاحي التي تعاني من عيوب ظاهرة كالعرج أو المرض أو الهزال، فلا يُقبل عليها الناس، إذ إن شراءها في هذا اليوم قد يُعد من قلة التأدب مع شعائر الله وسُنن الأنبياء.

ولا تقتصر مظاهر العيد على الجانب الديني فقط، بل تمتد إلى أجواء التسوق والاستعدادات الاجتماعية. حيث تشهد محلات الملابس، وصالونات التجميل، ومحلات الحناء إقبالًا كبيرًا، ويتفنن الحرفيون في تطريز الثياب وفق أحدث صيحات الموضة، لتلبية أذواق السكان الذين يحرصون على الظهور بأبهى حلة.

وفي يوم العيد، تعمّ الفرحة البيوت والطرقات، ويتبادل الناس التهاني والزيارات، وتُقدَّم الهدايا الرمزية التي تعكس مشاعر المحبة والتكافل الاجتماعي. كما يحظى الأطفال بفرحة خاصة، حيث يحرصون على جمع أكبر قدر من "العيدية"، التي تُضفي على العيد نكهة فريدة وذكرى لا تُنسى.

إن مظاهر العيد في مدينة لعيون لا تعبّر فقط عن الفرح، بل تعكس أيضًا قيم التراحم، وصلة الرحم، والتقاليد الأصيلة التي ما تزال حاضرة بقوة في تفاصيل الحياة اليومية، لتجعل من العيد مناسبة جامعة للقلوب ومجسدة لوحدة المجتمع.