خلدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، بالتعاون مع الأكاديمية الدبلوماسية، اليوم السبت بقاعة الاجتماعات بالأكاديمية، اليوم الإفريقي، تحت شعار “تعليم يتلاءم مع القرن الواحد والعشرين”.
وتسعى الوزارة إلى التنويه بهذا الحدث، الذي يتم كل سنة منذ إنشاء الاتحاد الإفريقي، لكونه ذا رمزية خاصة للدبلوماسية الإفريقية، خصوصا أنه يصادف هذه السنة تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الرئاسة الدورية لهذا الاتحاد.
وشهد الحفل متابعة فيديو للخطاب الهام الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة هذا اليوم، والذي ركز فيه على ضرورة العمل لتعزيز التعاون بين البلدان الافريقية من أجل تحقيق تطلعات شعوب القارة في مجالات الأمن والتنمية.
وقال إن الاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة سيركز هذا العام على الشباب والتعليم، لأن الشباب هو ثروة ومستقبل القارة، والاستثمار في التعليم هو ضمان حصول كل شاب إفريقي على المهارات والفرص اللازمة للمساهمة في تنمية إفريقيا.
وأوضح معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، في خطاب الافتتاح، أن هذا اليوم يشكل مناسبة لتذكر المثل العليا والأهداف الطموحة التي رسمها الآباء المؤسسون قبل إحدى وستين عاما، من خلال تأسيس منظمة الوحدة الافريقية والتي أصبحت فيما بعد تسمى الاتحاد الافريقي.
ونوه إلى أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي التي نالتها باسم إقليم الشمال الافريقي بتزكية جميع الدول الإفريقية تشكل أمانة يجب العمل على إنجاحها، مشيرا إلى أن فخامة رئيس الجمهورية جدير بتحمل هذه المسؤولية الجسيمة في هذا الظرف الحساس.
وقال معالي الوزير إن موريتانيا تنطلق في رئاستها للاتحاد الافريقي من ضرورة تعزيز التضامن والتعاون لتحقيق الأهداف، مبرزا أن تضافر الجهود وتكاملها في جو من الوئام والانسجام يعتبر شرطا أساسيا لمواجهة التحديات المشتركة.
ونوه إلى أن دول القارة تعلق آمالا كبيرة على الشراكات الجديدة كأداة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعين على خلق بيئة مواتية للتكامل الاقتصادي.
ودعا إلى ضرورة تعزيز الابتكار والبحث العلمي لمواكبة العالم المتطور من خلال تحسين الاستثمار في البحث العلمي والتطوير، مؤكدا على ضرورة الاستثمار في الشباب الذي يمثل مستقبل القارة والذي هو بحاجة لتعليم وتكوين أفضل.
ونبه معالي الوزير إلى التحديات الأمنية التي تعانيها القارة والتي تؤثر على التنمية، مبرزا أن فخامة رئيس الجمهورية يضع على رأس أولوياته العمل مع أشقائه الأفارقة لإقامة مناخ من السلام والأمن عن طريق الحوار والتفاوض والحلول السلمية.
وشهد الحفل، الذي جرى بحضور أصحاب المعالي وزراء الدفاع الوطني، السيد حنن ولد سيدي، والمالية، السيد اسلمو ولد محمد أمبادي، والوزير المنتدب المُكلّف بالموريتانيين في الخارج، السيد محمد يحيى السعيد، تنظيم عروض لمختلف المنتجات التقليدية للدول الإفريقية، حيث قام الوفد بالتجول فيها والاطلاع عليها قبل التوجه إلى جناح خاص بالوجبات الإفريقية.
وعلى هامش الحفل نظمت الأكاديمية الدبلوماسية ندوة حول موضوع التعليم الذي هو شعار الاتحاد هذه السنة، تخللتها عروض من طرف وزراء سابقين ودبلوماسيين وخبراء حول وضعية التعليم في القارة وضرورة المضي قدما في إصلاحه.
وأشارت إلى ضرورة الانطلاق من برنامج المدرسة الجمهورية التي وضع أسسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل توفير تعليم جيد تتساوى فيه جميع مكونات المجتمع.
جرى الحفل بحضور المستشار برئاسة الجمهورية، السيد احمد ابوه، والسفيرة الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيدة العالية بنت يحيى منكوس، وعدد من أطر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا، وممثلي المنظمات الدولية وعدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية.