انطلقت اليوم بمدينة ازويرات أعمال الملتقى الجهوي للتشاور حول إعداد المخطط الوطني للاستصلاح الترابي، المنظم من طرف وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني ممثلة في مديرية الجغرافيا بالأركان العامة للجيوش، بمشاركة ولاة ولايات الشمال (تيرس زمور، داخلت نواذيبو، آدرار)، إضافة إلى مدير ديوان والي إينشيري، وعدد من المنتخبين والفاعلين المحليين.
ويهدف هذا الملتقى إلى تشخيص الواقع التنموي والاقتصادي في منطقة الشمال، وتحديد سبل الاستصلاح الأمثل للأراضي والموارد الطبيعية، بما يعزز القيمة المضافة للثروات المعدنية ويواكب المشاريع الوطنية الكبرى.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد والي تيرس زمور، السيد الطيب ولد محمد محمود، أن إعداد هذا المخطط يمثل خطوة هامة في مسار التهيئة الترابية، لأنه يؤسس لرؤية شاملة ومتوازنة تراعي خصوصيات كل منطقة، من خلال تحقيق العدالة في توزيع الموارد والخدمات وتقليص الفوارق بين الجهات، وتعزيز الاندماج الاقتصادي الوطني.
وأضاف أن إعداد المخطط يعتمد مقاربة تشاركية تشمل جميع الفاعلين المحليين من إدارات جهوية ومنتخبين ومصالح فنية ومجتمع مدني، انسجامًا مع التوجيهات العامة لسياسات الدولة ووفقًا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
من جانبه، أوضح الأمين العام لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، السيد محمد سالم ولد بوخريص، أن هذا المخطط يشكل إحدى الركائز الأساسية في السياسة التنموية الحديثة التي تنتهجها الحكومة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، وتجسيدًا لرؤيته ضمن برنامجه "طموحي للوطن".
وأشار إلى أن المخطط يهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة وعدالة مجالية بين مختلف مناطق البلاد، من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتوجيه الاستثمارات حسب أولويات كل منطقة، بما يعزز الاندماج الوطني ويحقق التنمية المستدامة.
وأضاف أن منطقة الشمال تحتل مكانة خاصة نظرًا لخصوصيتها الجغرافية والاقتصادية، إذ تضم أكبر الثروات المعدنية في البلاد (حديد، نحاس، ذهب، ومعادن استراتيجية)، فضلًا عن موانئ حيوية وشركات تعدين كبرى أبرزها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم).
أما رئيس جهة تيرس زمور، السيد الحضرامي ولد احمادي، فأكد أن انعقاد هذا الملتقى في ازويرات يعكس حرص السلطات العمومية على تكريس النهج التشاركي في إعداد السياسات التنموية، خصوصًا ما يتعلق منها بتدبير المجال الترابي واستغلال الموارد بشكل منصف ومستدام، معلنًا استعداد الجهة للمساهمة الفعالة في إنجاح الخطة الوطنية.
بدوره، رحب عمدة بلدية ازويرات، السيد السعد ولد محمد ولد افلواط، بالوفود المشاركة من ولايات الشمال، مؤكدًا أن المخطط الوطني للاستصلاح الترابي يمثل وسيلة لتحقيق تنمية متوازنة تعزز اللحمة الوطنية وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص وتعيد الثقة في الدولة كمؤسسة راعية ومنصفة.
وتضمن اليوم الأول عرضين، قدم الأول منهما مديرة الاستصلاح الترابي والعمل الجهوي، السيدة أم كلثوم منت إبراهيم ولد فتا، حول مسار إعداد المخطط الوطني للاستصلاح الترابي، في حين قدم السيد محمد محمود ولد بوعسرية عرضًا ثانيًا حول المخطط الوطني للاستصلاح الترابي في موريتانيا.
كما تابع الحضور فيلمًا وثائقيًا حول المراحل التي مر بها إعداد المخطط، أعقبه نقاش مفتوح بين المشاركين من ولاة ومنتخبين وممثلي المجتمع المدني.
وجرت فعاليات الافتتاح بحضور قائد المنطقة العسكرية الثانية، ومستشار وزير المعادن والصناعة، ومستشار والي تيرس زمور المكلف بالشؤون الإدارية والقانونية، وحاكم مقاطعة ازويرات، إلى جانب السلطات الإدارية والأمنية في الولاية.
ازويرات...المختار سيدأحمد

