بكل مقدراته المادية والروحية، يصارع العالم جاهدا لصد الضربات الموجعة التي باغت بها الجينوم "سارس كوف 2" المسبب لوباء 'كوفيد ناينتين المستجد' البشرية، دون سابق إنذار ذي بال، مكبدا مجتمعات العالم الأول ألوفا من مهج مواطنيه فاتورة لهجومه المميت.
ودون تمييز، يواصل الفيروس القاتل رحلة صيده للأرواح عبر قارات عالم مذهول من شراسة هذا "الكائن المجهري الفظيع" الذي زرع الذعر والهلع في كل بقاع الدنيا.. ملبسا الإنسانية جمعاء لباس الخوف واليأس والجوع.
وفي سوح المواجهات المباشرة في المنازل وسيارات الإسعاف وغرف المشافي وغيرها، يصارع مجندو الجيش الأبيض العظيم "كوفيد 19" بكل بسالة ونبل لاستخلاص الأرواح من بين براثن مسببه العابث بكل شيء.
وفي مثل هذه الأوقات العصيبة من يوميات صراع البقاء، يتبع الفيروس الخبيث إستراتيجية مناورة وتخفٍ مراوغة يسخر من خلالها الإنسان، دون علمه، ورغما عن إرادته ليكون منصة جرثومية تطلق مع كل شهيق وزفير قنابلا فيروسية تفتك بحياة خلصها من الأقربين، قبل فتحها النار على العدوة الأخرى العامرة بالمعارف والأصدقاء والزملاء.. وللأسف استفاد عدونا الخفي من سوء تقدير، حصل منذ البداية، لمدى فداحة صولته ليتمكن، في وقت قياسي، من التسلل إلى مناطق واسعة حول العالم ، مستغلا الإنسان ضد الإنسان في إنتاج مطولة رعب غير مسبوقة ، حظيت بنسب مشاهدة مليارية.
وفي النهاية، ورغم ما ينطوي عليه الإجراء من تدمير ذاتي لخلايا الاقتصاد النشطة في مختلف بلدان العالم، فرض الإغلاق العام ، ومسحت معالم الحياة من شوارع المدن، وسجن الإنسان خلف الكمامات وأبواب الدور، قهرا واحترازا هنا وهناك، وبات كوكبنا خارج نطاق الخدمة.. إلى إشعار جديد..
ذبذبات مآس أليمة تجوس خلال عالمنا المنكوب شرقا وغريا، لترتسم في الوجدان الكوني لوحة حزن ودموع، تجسد بالتجربة المعاشة "أن المصائب عندما تأتي لاتأتي فرادى".
لكن..!! من يملك "الأمل يملك كل شيء"؛ والإنسان على ما يبدو مصمم على دحر الهجوم ؛ واصلا الليل بالنهار في المختبرات والمعامل الطبية من أجل امتلاك السلاح النوعي القادر على تصفية القاتل المستجد، وسحق أوصاله التليسكوبية سحقا، لا تقوم له بعده قائمة ..وبين كل غروب وشروق تصعد البشرية درجة من السلم نحو معانقة لحظة وضع اليد على لقاح وعلاج، يحتفل عند ظهوره بالنصر المبين على رسول الموت "سارس كوف 2" .
..و إلى ذالك جميعنا مطالب وبشدة بكسر حلقات سلسلة العدوى انطلاقا من 'الوعي' بخطورة تبعات الوضع الراهن صحيا واقتصاديا ومجتمعيا.. وما قد ينذر به سماحك لتكون حلقة من حلقات سلسلة إعصار الموت الجرثومي، الذي أرهب الناس، وتعدى على خصوصياتهم الدينية، و أزهق ألوفا مؤلفة من أرواحهم..
...فمن أجل سلامتك ، وسلامة وطنك، تقيد بالإجراءات العمومية، ونفذ التوصيات الصحية،، دون تردد أو نقاش.