"الدراعة": الزي التقليدي للرجل الموريتاني

السبت, 17/02/2018 - 12:09

تعد  العولمة إحدى أهم الروافد الجديدة علي المجتمع الموريتاني، ورغم انفتاح الموريتانيين علي مختلف الوسائل الإعلامية العالمية وما رافق ذلك الانفتاح من تغييرات طرأت على سلوك الكثير من شباب اليوم من حيث العادات والتقاليد، إلا أن الزي الرجالي الموريتاني المعروف بالدراعة ظل يحافظ علي مكانته باعتباره زيا مقدسا لا يجوز التخلي عنه رغم انتشار محلات الملابس الغربية ومحاولتها إيجاد موطئ قدم لها في قلوب بعض الموريتانيين.
و "الدراعة" هي عبارة عن عباءة فضفاضة تتميز بأشكال التطريز الجميلة التي تظهر حرفية الخياط التقليدي على جيبها، وهذا ما يعول عليه  الخياطون للتغلب على المستورد الذي يباع بأسعار مغرية لكنه يفتقد الجودة.
ويمكن القول إن الشعب  الموريتاني  متمسك بزيه  التقليدي منذ القدم بإعتباره جزءاً لا يجزأ من هويته الوطنية والإنسانية.
ورغم دعوات البعض بالتخلي عن ارتداء الزي الشعبي خاصة أثناء العمل والدراسة، غير أن الموريتانيين لم يعيروا هذه الدعوات أية أهمية، وظلوا متمسكين بالزي الشعبي حتى في أسفارهم وتنقلاتهم خارج البلاد.
ويقول الخياط الموريتاني إن الطقم الرجالي يتكون من "دراعة" وقميص وسروال ذي لون أبيض أو أزرق سماوي..
ويضيف إن الموريتانيين يختلفون عن المجتمعات الأخرى التي تعاني من تراجع أهمية الأزياء الشعبية لصالح الأزياء العصرية، فالعادات والتقاليد تؤثر بشكل مباشر على أذواق الناس، وتفرض عليهم ارتداء الزى التقليدي الذي يعتبر بالنسبة إليهم دليلا على الاحترام والمكانة الاجتماعية، كما إنه مريح ويناسب البيئة والمناخ الصحراوي.
هذا ويتم استيراد الأثواب من الهند وإندونيسيا والصين، وبعد خياطتها من قبل الخياطة  يتم تصديرها للمغرب والجزائر ومالي والسنغال.
وقد استطاعت بعض الشركات أن تغزو ميدان خياطة الأزياء التقليدية، وأصبحت تعرض أزياء جاهزة بمقاسات مختلفة تتلاءم إلى حد ما مع الذوق الشخصي، وظهرت هذه الشركات بسبب غلاء الناحية  الفنية في تحديد شكل وطبيعة الثوب التقليدي الذي يتطلب مهارة كبيرة وجودة عالية، ويرتفع الإقبال في المواسم على شراء الأثواب الجاهزة؛ والتي تكون غالباً أرخص ثمناً من الأثواب المفصّلة، ورغم ذلك يظل الثوب المفصل مفضلاً على الجاهز.
ويقول أحد المواطنين إن فنية طرح المقاسات تخضع لمزاج الشخص مالك الثوب حسب ذوقه، فهو يختار المقاسات التي يراها مناسبة، ويختار اللون والتصميم والتطريز المفضل له.
يشار إلي أن خياطة الدراعة الموريتانية  تعتبر في حد ذاتها فنا يؤكد أصالة وتميز هذا الزي الذي ظل يتحدى كل المتغيرات، فمع التقدم الحاصل في مختلف المجالات فإن الدراعة لا تزال هي زي الرجل الموريتاني الأول فلم تستطع البدل الرسمية والملابس الحديثة  أن تزعزع مكانتها حتى يومنا هذا.
تقرير: عبد الرزاق سيدي محمد.

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم