استقبل معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء السيد حننه ولد سيدي، اليوم الاثنين بمقر الوزارة في نواكشوط، وزيرة الدفاع الإسبانية السيدة مارغريتا روبليس، التي تزور بلادنا حاليا على رأس وفد هام من وزارة الدفاع الاسبانية.
وفور وصولها مقر وزارة الدفاع، استعرض الوزيران تشكيلة من كتيبة القيادة والخدمات والموسيقى العسكرية بالجيش الوطني أدت لهما تحية الشرف، قبل أن تصافح معالي وزيرة الدفاع الإسبانية أعضاء الوفد الموريتاني.
عقب ذلك، عقد معالي وزير الدفاع ونظيرته الإسبانية جلسة مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين، جرى خلالها استعراض العلاقات الموريتانية الاسبانية، ومجالات التعاون القائم بين وزارتي الدفاع، وسبل تعزيزه وتطويره بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء إن هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات الدورية ولقاءات التبادل بين البلدين، مبرزا العلاقات المتينة التي نسجتها الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية والقيم والمصالح المشتركة بين البلدين.
كما عبر معالي الوزير عن جزيل شكره لمعالي الوزيرة الاسبانية، ومن خلالها للمملكة الاسبانية، على الدعم والمرافقة المستمرة التي واصلت تقديمها لموريتانيا في جهودها لضمان أمن واستقرار حدودها.
ونبه إلى أن الوضع الأمني في منطقة الساحل مستمر في التدهور وانعدام الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي والتأزم الاقتصادي، مما يعرض الأمن والسلام للخطر على المستوى العالمي والإقليمي والقاري.
وقال إن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، القائد الأعلى للقوات المسلحة على قناعة راسخة بأن بناء السلام والاستقرار عمل جماعي في الأساس، ويجب أن يقوم على مبدأ التعاون والتضامن.
وأشار إلى أن تدفق اللاجئين على الأراضي الموريتانية وصل إلى عتبة حرجة، مضيفا أن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة يؤدي إلى تكثيف تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون بلادنا نحو إسبانيا.
ونبه إلى أن هذا الوضع يشكل ضغطاً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً قوياً على المناطق المضيفة، مشيرا إلى أن موريتانيا، إدراكًا منها للمخاطر المحتملة المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، حريصة على تعزيز برامج تعاونها مع إسبانيا، وأوروبا بشكل عام، فيما يتعلق بالهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وهو ما يتطلب تعزيز جهود بلادنا لضبط وتأمين حدودها البحرية والنهرية.
وقال إنه لتحقيق هذه الغاية، فإن موريتانيا تعول على دعم المملكة الإسبانية، سواء على مستوى الإطار الثنائي أو على مستوى شراكة بلادنا مع الاتحاد الأوروبي.
وبدورها عبرت وزيرة الدفاع الاسبانية عن شكرها لمعالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، ومن خلاله لموريتانيا، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشيرة إلى أن العلاقات الاسبانية الموريتانية ضاربة في أعماق التاريخ وشاملة لكافة المجالات ذات الصلة بالمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.
كما أكدت دعم بلادها لموريتانيا في جهودها الرامية إلى ضبط وتأمين حدودها.
وحضر اللقاء الأمين العام لوزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء وسفيرة المملكة الاسبانية المعتمدة لدى موريتانيا وأعضاء الوفدين الموريتاني والاسباني.
وكانت وزيرة الدفاع الاسبانية قد وصلت أمس الأحد إلى نواكشوط في مستهل زيارة عمل لموريتانيا تدوم يومين، ويتضمن برنامج هذه الزيارة بالإضافة إلى ما تقدم زيارة للمتحف الوطني وكلية دفاع مجموعة الخمس في الساحل.