صادقت الجمعية الوطنية خلال جلسة علنية عقدتها اليوم الاثنين، برئاسة السيد احمدو امباله، النائب الثاني لرئيس الجمعية، على أربعة مشاريع قوانين تسمح بالمصادقة على اتفاقيات موقعة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية السنغال في يوم 12 يوليو 2021 بنواكشوط.
وتتعلق مشاريع القوانين المصادق عليها، بالتعاون القضائي في المجال المدني والتجاري، وكذا في المجال الجنائي، إضافة إلى تسليم المطلوبين، ونقل الأشخاص المدانين بين البلدين.
وأكد معالي وزير العدل السيد محمد محمود بن الشيخ عبدالله بن بيه، أن الاتفاقية المتعلقة بالتعاون القضائي في المجال المدني والتجاري، تكتسي أهمية خاصة، نظرا للمزايا التي تتيحها لمواطني البلدين، حيث تمكنهم من تسهيل وتساوي النفاذ إلى المحاكم للدفاع عن حقوقهم في المجالين التجاري والمدني كما سيتم بموجبها إعفاءهم من دفع الكفالة الإلزامية للأجانب، لضمان دفع التكاليف والأضرار التي قد تنجم عن دعوى قضائية.
وأوضح أن الاتفاقية تنص على التزام الطرفين بتوفير كل منهما للآخر التعاون المتبادل في المجال المدني والتجاري، وتساوي النفاذ إلى المحاكم، وإحالة وتسليم الوثائق القضائية وغير القضائية، وإحالة وتنفيذ الإنابات القضائية، كما تحدد إجراءات الحالة المدنية والتصديق والحقوق المدنية، وكذا تنفيذ القرارات والاختصاص الترابي، مع مراعاة الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة أو المصادق عليها من قبل الطرفين
وأضاف أن الاتفاقية تتطرق إلى تسوية المنازعات المتعلقة بها ومدتها المحددة ب 5 سنوات قابلة للتجديد تلقائيا مالم يطلب أحد الأطراف إلغاءها عبر القنوات الدبلوماسية المعهودة.
وفيما يتعلق بمشروع القانون المتعلق التعاون القضائي في المجال الجنائي بين موريتانيا والسنغال، أوضح معاليه أن المادة الأولى من الاتفاقية تحدد التزام الطرفين بتوفير كل منهما للآخر التعاون المتبادل فيما يتعلق بالإجراءات الجنائية الخاضعة لاختصاص سلطاتهما كلما طلب أحد الأطراف ذلك التعاون، والحالات التي ترفض أو تؤجل فيها المساعدة المتبادلة وشكل ومضمون المساعدة المتبادلة القانونية وطرق ومساطر الحصول على الشهادة على تراب الطرف متلقي الطلب، أو في دولة الطرف الطالب مع مراعاة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحالات عدم الأهلية أو الحصانات أو الامتيازات الدبلوماسية.
وأضاف أن الاتفاقية تحدد كذلك المساعدة بين البلدين في مجال عمليات التفتيش والحجز والتجميد والمصادرة ونقل الأرصدة عند صدور حكم نهائي في أراضي الطرف الطالب وتبادل المعلومات بشأن الإدانات، كما تتطرق إلى تسوية المنازعات المتعلقة بها ومدتها المحددة ب 5 سنوات قابلة للتجديد تلقائيا مالم يطلب أحد الأطراف إلغاءها عبر القنوات الدبلوماسية.
أما فيما يتعلق باتفاقية تسليم المطلوبين بين البلدين، فأوضح معالي الوزير أن هذه الاتفاقية تحدد مجال التعاون القضائي في مجال تسليم الأشخاص المطلوبين الذين صدر ضدهم إجراء سالب للحرية من طرف السلطات القضائية لأحد البلدين في إطار المتابعة الجنائية، أو حكم إدانة نهائية، حيث تنص الاتفاقية على أن كل طرف له الحق في رفض تسليم رعاياه، لكن عليه أن يحيل القضية محل طلب التسليم للسلطات المختصة لرفع دعوى قضائية طبقا لتشريعاته المحلية، كما يمكن الرفض بالتسليم عندما يتم صدور حكم نهائي من طرف متلقي الطلب أو عندما تكون الجريمة المرتكبة من طرف الشخص المطلوب قد تقادمت بحسب تشريع أحد الطرفين، أو كانت جريمة سياسية غير تلك المستثناة في الاتفاقية أو كانت موضوع عفو عام أو تخفيض عام لعقوبة أو عفو خاص لدى أحد الأطراف.
وأبرز أنها تحدد أيضا إجراءات التسليم المبسطة والحجز على الممتلكات وتسليمها والتسليم المؤجل والتسليم المؤقت وهروب الأشخاص المطلوبين.
أما فيما يخص الاتفاقية المتعلقة بنقل الأشخاص المدانين بين البلدين، فبين معالي الوزير أن الاتفاقية تتضمن إطارا قانونيا لنقل الأشخاص المدانين في موريتانيا أو السنغال لقضاء فترة إدانتهم في بلدهم وفقا للتشريعات المعمول بها في كل من البلدين، ووفق مقتضيات هذه الاتفاقية التي أخذت في الحسبان المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان كالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب وغيرهما من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية اللاإنسانية أو المهنية لحقوق الإنسان.
وأضاف أنها تشتمل كذلك على مجموعة من التعاريف المحددة للمصطلحات الواردة في الاتفاقية ومبادئ عامة تؤكد على التعاون بين البلدين في مسألة نقل الأشخاص المدانين والجهات المركزية المسؤولة عن طلبات نقل المحكوم عليهم وشروط نقلهم والمعلومات التي يتعين إعطاؤها لأطراف الدولتين والمسؤولين وعواقب النقل وطرق مراجعة قرار الإدانة وإنهاء التنفيذ وتسليم المحكوم عليهم والجهة التي تتحمل التكاليف المتكبدة بمناسبة تطبيق الاتفاقية ومدتها وطرق تعديلها وإنهائها.
وقال معالي الوزير إن الاتفاقيات الأربعة تسد فراغا تشريعيا في مجال التعاون القضائي بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تجارية قوية، وتداخل في كافة مجالات التعاون وتعطي بشكل عام امتيازات لمواطني كل من الدولتين على أراضي البلد الآخر.
ووصف العلاقات بين موريتانيا والسنغال بالعلاقات الضاربة في التاريخ، مؤكدا أن آفاق التعاون بينهما ممتازة، وتنبني على رؤية مشتركة لمصلحة البلدين، مشيرا إلى أن التسيير الحكيم للمشاريع المشتركة بين الدولتين يشكل عنصرا للتكامل ومثالا يحتذى به في جميع أنحاء العالم.
وأجمع السادة النواب في مداخلاتهم بعمق وتنوع العلاقات بين موريتانيا والسنغال، مطالبين الحكومة بالمزيد من التعاون البناء والمؤسس على الرؤية المشتركة لمصلحة البلدين.
وأكدوا على أهمية تحيين النصوص القانونية وسد كافة الثغرات الموجودة داخل الترسانة القانونية في بلادنا.