أشرف معالي وزير الصحة، السيد عبد الله سيدي محمد وديه، اليوم الجمعة بمقر الصندوق الوطني للتأمين الصحي (اكنام) في نواكشوط، على تدشين الجناح الخاص بتعويض الخدمات الصحية الخارجة عن نطاق الحجز الطبي، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 64 لعيد الاستقلال الوطني.
وأوضح المدير العام للصندوق الوطني للتأمين الصحي، السيد محمد محمود ولد جعفر، في كلمة بالمناسبة، أن تدشين جناح خاص بتعويض الخدمات الصحية الخارجة عن نطاق الحجز الطبي يندرج ضمن جهود الصندوق الوطني للتأمين الصحي لتحسين أدائه وتطوير خدماته وتسهيل ولوج المؤمنين.
وأضاف أن هذا الجناح صمم لتسهيل وتسريع تعويض هذا النوع من الخدمات الصحية، الذي يتميز بكونه يشمل جميع مؤمني الصندوق في ظل تنوعها وتعدد استغلالها، موضحا أن انتظار التعويض الذي كان يقاس بالأشهر والسنين أصبح يتم خلال أيام لا تتجاوز أسبوعا في أقصى الحالات، في حين تكرس المقاربة المعتمدة رفض استلام الملفات غير المكتملة لدفع أصحابها على تكملة الإجراءات المطلوبة تفاديا لعكسها لأسباب غير وجيهة.
وقال إن كل ذلك تم بفضل توظيف تكنولوجيا المعلومات المتطورة من خلال تصميم وتشغيل تطبيقات مشحونة بالذكاء الاصطناعي وتسخير قدرات بشرية مؤهلة من أجل الرفق بالمؤمنين وتمكينهم من حقوقهم كاملة في ظرف قياسي، انسجاما مع تعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى تقريب الخدمات من المواطن ضمن برنامجه الانتخابي “طموحي للوطن”.
وبين أن هذا الإنجاز يتم ضمن إسهام قطاع الصحة في تنفيذ مكونات أجندة المائة يوم الأولى من عمل حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، كما يندرج ضمن الفعاليات المخلدة للذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال الوطني، مبينا أن أداء الصندوق الوطني للتأمين الصحي تميز خلال هذه السنة باتساع نطاق المؤمنين حيث بلغ عدد منتسبيه 923.825 بعد تسجيل 63.811 منتسب جديد هذه السنة، كما مكنت المقاربة المعتمدة في مجال الحكامة من تسريع وتحسين الخدمات لفائدة المؤمنين والشركاء حيث مكن من تسهيل إجراءات الانتساب بعد توظيف الصندوق لقاعدة البيانات البيومترية الخاصة بوكالة الوثائق المؤمنة وسجل السكان، الأمر الذي ساهم في تدقيق الرابطة الأسرية بين المؤمنين الرئيسيين وملحقيهم، كما تم تسريع تسديد مستحقات المؤمنين والشركاء حيث تقلصت فترة الانتظار بالنسبة للأخيرين إلى حيز المدة الزمنية التعاقدية.
وأوضح أن رهان الصندوق على الرقمنة كان له الأثر البالغ في جهوده الرامية إلى محاربة ظاهرة الاحتيال، حيث سن تطبيقا لتحديد هوية المؤمنين أبيومتريا إبان ولوجهم لخدمات الصندوق، بدأت مرحلته التجريبية منذ شهر أغسطس الماضي على مستوى المصحات الخصوصية والصيدليات المتعاقدة ومنشأة عمومية نموذجية، وهو إجراء سهل وسرع من توفير الخدمات للمؤمنين وجعلها حكرا عليهم، كما سمح بتطوير وتعميم التسيير الإلكتروني للملفات وحظر العمليات الخارجة عن نطاق نظام المعلومات الخاص بالصندوق وتفعيل إدارة الرقابة والتدقيق من ضبط النفقات والتحكم في المصاريف وهو ما سيمكن من حصول الصندوق الوطني للتأمين الصحي على إفادة الجودة (الإيزو 9000) نسخة 2015 التي راهن على اكتسابها خلال الربع الأول من السنة القادمة.
وبين أن تلك التحسينات يعود الفضل فيها إلى عمال وأطر الصندوق الوطني للتأمين الصحي لما قدموه من تضحيات وما بذلوه من جهود وتحلوا به من صبر ومثابرة، شاكرا إياهم على تلك الجهود، وداعيا للمزيد من العطاء والأداء حتى يكون الصندوق على مستوى تطلعات جميع المؤمنين.
ونبه إلى أن الصندوق الوطني للتأمين الصحي قد ساهم خلال هذه السنة في تعبئة 1,5 مليار أوقية جديدة لتغطية تكاليف علاج المؤمنين وهو ما يجعله اليوم أكثر الهيئات إسهاما في تمويل نظامنا الصحي، كما سيتعزز هذا الدور بفضل المواصلة في تسجيل المزيد من المؤمنين حيث تمت إضافة هذه السنة فئة الأرامل بعد المصادقة على القانون 2024-015 بتاريخ 25 فبراير 2025، وينتظر أن يتم الإمضاء على المرسوم المتعلق بالحاق الأبوين بالمؤمن الرئيسي قبل نهاية هذه السنة، مؤكدا أن مصالح الصندوق ستبقى جاهزة لتأمين انتساب عناصر الدوائر المخولة والفئات الاجتماعية والمهنية المستهدفة سبيلا إلى تحقيق هدف التغطية الاجتماعية الشاملة الذي رسمه فخامة رئيس الجمهورية.
حضرت حفل التدشين السلطات الإدارية والأمنية بولاية نواكشوط الغربية، وعدد من أطر وزارة الصحة، وعمال الصندوق الوطني للتأمين الصحي.