دشن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس في نواكشوط، مدرسة التكوين المهني والفني في مجال المعادن والنفط والغاز، ووضع حجر الأساس لمبنى مدرسة التعليم التقني والتكوين التجارية.
وتلقى فخامة رئيس الجمهورية شروحا فنية عن هاتين المدرستين وطاقتهما الاستيعابية، ومجالات التخصص فيهما، ومدى ملاءمة هذه التخصصات مع متطلبات سوق العمل الوطنية الواعدة.
ويتكون مبنى مدرسة التكوين المهني والفني في مجال المعادن والنفط والغاز الذي انتهت أشغاله، من مدرج يتسع لنحو 130 طالبًا، وجناحا إداريا، ومكتبة، وقاعتين للمحاكاة (محاكاة الحفر – محاكاة الإنتاج والصيانة)، و6 قاعات دراسية، و8 مختبرات في المجالات التالية: (الجيولوجيا – الكيمياء – النقل – الديناميكا الحرارية – المحاكاة – التحكم – الإلكترونيات – الأجهزة)، و8 ورش في مجالات: (الكهرباء – الطحن – مراقبة الجودة – اللحام – الميكانيكا العامة – الآليات والمركبات الثقيلة – المحركات – المكابح)، ومنطقتين مخصصتين لـ (المناورة – التنظيف)، وقاعات للمعلوماتية، كل ذلك على مساحة مبنية تزيد على 3 هكتارات، وقد تم إنجازه خلال فترة 18 شهرًا، وبتكلفة مالية تناهز 211 مليون أوقية جديدة.
أما مدرسة التعليم التقني والتكوين المهني التجارية، الذي يُنتظر الانتهاء من أشغالها خلال فترة لا تتجاوز 18 شهرًا، فتتألف من مبنى تعليمي رئيسي يتكون من طابق أرضي وطابقين إضافيين، ويضم 24 قاعة دراسية، و20 مختبرًا مخصصًا للتجارب العلمية والتقنية، و5 قاعات للأنشطة التطبيقية، إلى جانب جناح إداري يحتوي على 20 مكتبًا للإدارة وهيئة التدريس.
وتضم هذه المنشأة مدرَّجين متعددي الاستخدام بسعة 300 مقعد، وفندقا بيداغوجيا مخصصا لتدريب طلاب تخصصات الفندقة والسياحة، يحتوي على مطعم تطبيقي، وقاعة تدريب، و12 غرفة فندقية، بالإضافة إلى جناح ملكي، إلى جانب عيادة مدرسية، وسكنين وظيفيين، وسكن للحارس، وملعبين رياضيين، ومواقف للسيارات، ومساحات خضراء، وأماكن للاستراحة.
وقد رُصد لهذا المشروع غلاف مالي يقدّر بـ 117.6 مليون أوقية جديدة، مع الحرص على استمرار العملية التعليمية خلال فترة الأشغال، من خلال الفصل الآمن بين منطقة البناء والمباني المشغَّلة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال معالي وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف السيد ماء العينين ولد أييه، إن المناسبات العديدة والورشات الكبيرة للتعمير في مختلف القطاعات التي يشرف عليها فخامة رئيس الجمهورية شخصيا، تبرهن على إرادته الصارمة وعزمه على المضي قدما ببلادنا على طريق النمو والإزدهار.
وأضاف أن إنشاء مدرسة المعادن والبترول والغاز تبعا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، تم على أساس دراسة مكنت من تحديد حاجيات سوق العمل من المهارة في هذه القطاعات وأفضت إلى إعداد تسعة برامج تكوين للتقنيين السامين في شعب البتروكيميا وإنتاج البترول والغاز وأشغال المناجم وصيانة معدات وشبكات نقل الغاز والحفر وصيانة الآليات واللحامة الصناعية والصحة والسلامة والبيئة .
وأوضح أنه لتمكين المدرسة من خدمة القطاعات الاقتصادية المستهدفة تم التأسيس لشراكة قوية بينها وهذه القطاعات أفضت حتى الآن إلى اعتماد دعمها من طرف مشروع تطوير موارد الطاقة ودعم القطاع المعدني DREAM، ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شراكة مع الشركة الموريتانية للمحروقات وتوقيع اتفاقية شراكة مع شركة كينروس تازيازت .
وأبرز معالي الوزير أن هذه الشراكة ستتوسع لتشمل قطاع الطاقات المتجددة وبالخصوص شعبة الهيدروجين الأخضر الذي اكتملت دراسة تحديد حاجياته من التكوين وإعداد عشرة برامج تكوين جديدة يعكف القطاع على التحضير لإطلاقها في خطوة هامة لتنويع عروض التكوين في هذه المدرسة.
ونوه إلى أن إشراف فخامة رئيس الجمهورية اليوم على وضع حجر أساس مدرسة التكوين المهني التجارية في نواكشوط لا يقل أهمية عن هذا المشروع الذي نشهد اليوم اكتماله، منوها إلى أن المدرسة التجارية من أقدم مدارس التكوين المهني وتستقبل سنويا ألف متدرب أغلبهم من الفتيات وتعنى بتلبية طلب قطاعات الخدمات المختلفة من اليد العاملة الماهرة في ثمانية عشر تخصصا.
ولفت إلى أن الطلب المتزايد على خدماتها وتقادم بنايتها التي شارفت على الخروج عن الخدمة، وضع هذه المدرسة في ظروف صعبة أصبحت تشكل عائقا أمام الارتقاء بها إلى المستوى الذي تتطلبه النهضة التي تشهدها القطاعات التي تعنى المدرسة بالتكوين فيها.
وأضاف أن هذا المشروع سيمكن من حصول هذه المدرسة على بناية بمواصفات عالية، مشيرا إلى أن هذه البناية ستتيح للمدرسة احتلال مكانة رائدة في توفير تكوين يسهم إسهاما نوعيا في النهوض بالقطاعات الخدمية.
ورافق رئيس الجمهورية خلال وضع حجر الأساس والتدشين أصحاب المعالي الوزير الأول، السيد المختار ولد اجاي؛ والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، السيد الناني ولد اشروقة؛ ووزير التكوين المهني والصناعة التفليدية والحرف السيد محمد ماء العينين ولد أييه، ووزير الاسكان والعمران والاستصلاح الترابي السيد مامودو مامادو انيانك ووالي نواكشوط الغربية؛ وحاكم مقاطعة لكصر؛ وعمدة بلديتها.