موسم الخريف : حين يلبي البدوي نداء الطبيعة

الثلاثاء, 22/08/2017 - 08:01

يعيش الإنسان الموريتاني عشق البداوة وحب الطبيعة في خلده وفي أعماق نفسه حيث يوجد، ولو رمته ظروف الحياة في أرقى المدن العالمية، فسيبقى ذهنه متعلقا بتلك المشاهد الحية من ربوع بلاده ويبقى في نفسه طيف الذكريات الجميلة التي قضاها بين أهله وطبعتها الطبيعة بميسم الجمال والبساطة.

 

وما إن يرخي موسم الخريف سدول جماله، بعد هطول الأمطار و ويبسط الخريف طابعه الفتي على الأرض فتخضر حتى يبدأ الموريتانيون عملية ترحال لا تهدأ صوب البوادي والقرى المحاذية للمدن، ملبيا دعوة الخريف، بحثا عن الراحة والاستجمام واستنشاق عبق الطبيعة وتبادل الأحاديث في أجواء خاصة، تطبعها العادات الموريتانية الأصيلة من حسن ضيافة وكرم ويستحضر البدوي تراثه الدفين، فيستخرج آلاته التليدة حيث يجد فرصة لنفض الغبار عن تراث أجداده، فيوقد النار في حفرة من تراب، ويحلب ويذبح ويرمي الشارة، وينعش سمره بأهازيج فنية راسخة تبادلها الأجيال، ويمارس ألعابه التقليدية المختلفة حسب البيئة، وتكون الخيام هي المباني الجديدة التي تحتضن هذه الحياة والجميلة والتي تخالف حياة الإنسان في المدينة.

 

موسم الخريف هو موسم فراق بين الإنسان والمدينة، وموسم لقاء يجمعه بالتاريخ وبالتراث فتتعانق الطبيعة والحضارة في أجواء خريفية نقية بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها وجديتها وكثرة مراسيمها المحرجة.

 

ديدي أحمدسالم

 

البث المباشر إذاعة القرآن الكريم