أشرف معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، السيد حننه ولد سيدي، رفقة الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، صباح اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات في نواكشوط، على تدشين أنشطة برنامج التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في دول الساحل.
ويهدف هذا البرنامج، الذي تدوم مدة تنفيذه خمس سنوات، إلى تعزيز القدرات المحلية والإقليمية لمحاربة التطرف والإرهاب في منطقة دول الساحل، ورفع الوعي ودعم تكامل المجالات لتحقيق معالجة ناجعة للتطرف والتصدي للجماعات الإرهابية، مع التركيز على إبراز قيم التسامح والاعتدال ودورهما في نشر السلام وتحقيق الاستقرار.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار الجهود الإقليمية لمحاربة الإرهاب، وتعزيز القدرات المحليَّة لدول الساحل في مواجهة هذا الخطر، وتبادل الخبرات المشتركة، مع التركيز على نشر قيم التسامح والاعتدال وتعزيز الاستقرار.
وسيركز هذا البرنامج الذي يشمل دول الساحل الخمس: (موريتانيا، ومالي، وتشاد، والنيجر، وبوركينا فاسو) على الإعلام ومحاربة التطرف الفكري وتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى الشق العسكري في مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يسببها الإرهاب لدول المنطقة.
وفي كلمة له بالمناسبة، رحب معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء بضيوف موريتانيا الكرام من التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب، مشيدا في هذا الصدد، بالبرنامج الذي أطلقه التحالف في منطقة دول الساحل الخمس.
وذكر معالي الوزير بحجم الخطر الكبير الذي يمثله الإرهاب على العالم عموما، وبالأخص الدول الإسلامية التي أزهق فيها أرواح بريئة، ودمر أنسجة اجتماعية واقتصادية كثيرة، وهدد كيانات دول عريقة.
وقال إن ما تعانيه منطقة الساحل يوميا، من الآثار الهدامة للأنشطة الإرهابية، ومن صعوبة بالغة في القضاء عليها، ليؤكد الحاجة الماسة لتعزيز وتطوير الأساليب المتبعة في سبيل ذلك، لأن الإرهاب ظاهرة معقدة تتشابك فيها عوامل كثيرة ذات أبعاد متعددة اجتماعية واقتصادية وأمنية وفكرية وثقافية.
وأضاف أن نجاعة محاربة الإرهاب رهينة بشمولها كل تلك الأبعاد بنحو مندمج، ولذا اتخذ صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية من الشمول والاندماج أساس تصوره وبنائه لإستراتيجيتنا الأمنية الوطنية، ومن البعد الفكري والثقافي أحد أهم محاورها، مؤكدا أن الإرهاب في الجوهر، موقف فكري قبل أن يكون ممارسة ميدانية، وأنه لن يتحقق نصر مستدام على الجماعات الإرهابية؛ إلا إذا كان انتصارًا ثقافيا وفكريا بقدر ما هو انتصار عسكري.
واعتبر معاليه أن الإعلام من أقوى أدوات إحراز النصر الفكري والثقافي على الإرهاب، ولذا يتعين العمل على الاستفادة القصوى من الوسائل الإعلامية التقليدية، ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الإلكتروني في مواجهة الإرهاب لاسيما أن الجماعات الإرهابية تستغل ذات الوسائل للتجنيد وللترويج لأنشطتها.
بدوره، قال الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، إن انطلاق أولى برامج هذه المبادرة المباركة من أراضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية باستضافتها لهذا الحدث الذي يسعى إلى مواجهة الإرهاب وإبراز أهمية التضامن الدولي لمكافحة التحديات التي تواجهه في محاربة الارهاب.
وأوضح أن تأسيس التحالف والإسلام العسكري لمحاربه الإرهاب جاء بمبادرة من المملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر من العام 2015 حيث شكل تحولا جوهريا في مسيرة التعاون ضد الإرهاب بل شكل منظومة إستراتيجية لصياغة رؤية مشتركة تتصدى للتطرف بجميع أشكاله وأنماطه من أجل ترسيخ قيم الإسلام والأمن بين الشعوب الإسلامية.
وأضاف أن منطقه الساحل ليست مجرد منطقة جغرافية، بل شريان حيوي يرتبط به استقرار العالم بأسره، ومن هنا فإن التزام التحالف اتجاه هذه المنطقة ليس خيارا بل ضرورة استراتيجية، مثمنا جهود الجمهورية الإسلامية الموريتانية في مكافحة الإرهاب والتي جعلت منها حصنا منيعا أمام التحديات الأمنية التي تهدد الاستقرار في منطقة الساحل.
حضر حفل انطلاق هذا البرنامج عدد من أعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وسفراء الدول الإسلامية في نواكشوط، وحشد من الخبراء والباحثين المحليين والدوليين.