وقعت موريتانيا وسلطنة عمان، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، على عدد من مذكرات التفاهم بشأن المشاورات السياسية، وفي مجالات التأهيل والتدريب الدبلوماسي والدراسات والبحوث، والتعاون في مجالات النفط والغاز والمعادن والطاقة، وفي مجالي الاتصالات وتقنية المعلومات.
وقّع مذكرات التفاهم عن الجانب الموريتاني معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، وعن الجانب العماني معالي وزير الخارجية السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي.
وأوضح معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، في كلمته بالمناسبة، أن هذا اللقاء يذكر بالإرث التاريخي المشترك الذي تلاقت فيه الأهداف والرسالة الحضارية الواحدة على الساحة الإفريقية، حيث كانت سلطنة عمان منارة شامخة لنشر الإسلام والثقافة العربية على نطاق واسع بشرق إفريقيا، كما كانت موريتانيا تؤدي بجدارة نفس الدور بغرب إفريقيا، مؤكدا أن تلك هي الأرضية الصلبة التي تأسست عليها الروابط العريقة والمتينة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وترعاها اليوم الإرادة الصادقة لقائدي البلدين، فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وأخيه صاحب الجلالة سلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وتتجسد واقعا ملموسا من خلال المستوى المتميز للعلاقات الثنائية.
وأشار معالي الوزير، إلى الزيارة التي أداها لسلطة عمان، مبعوثا خاصا من فخامة رئيس الجمهورية، إلى صاحب الجلالة، وما تمخضت عنه من نتائج إيجابية، تعكس التضامن الأخوي القوي، مبينا أنه في ذات السياق تتنزل زيارة الوفد العماني اليوم، والتي تضع لبنة جديدة في صرح التعاون الثنائي بين البلدين، وذلك من خلال التوقيع على 4 مذكرات تفاهم، تتعلق بإنشاء آلية للمشاورة السياسية تساهم في تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز وتطوير التعاون بمجالات الطاقة والبترول والغاز والمعادن والطاقة المتجددة والكهرباء والبترو كيماويات وغيرها، والتحول الرقمي وما يرتبط به من تبادل خبرات، والتكوين والتأهيل والتدريب والدراسات بين الأكاديميتين الدبلوماسيتين بالبلدين، معربا عن تطلعه مستقبلا في توسيع التعاون بين البلدين بكافة المجالات وتوطيد الشراكات الاقتصادية والتجارية المتنوعة والفعالة بالقطاعين العام والخاص، مستفيدين في ذلك من مناخ الأمن والاستقرار والانفتاح الذي يعيشه البلدين الشقيقين.
وقال إن موريتانيا توفر فرصا واعدة للاستثمارات العمانية في العديد من المجالات، مثل السياحة والزراعة والثروة الحيوانية والطاقة، لافتا إلى أنه لا غنى في هذه الحالة عن المبادرة في توقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون، كإطار قانوني ناظم للتعاون الثنائي بين البلدين.
بدوره، عبر معالي وزير خارجية سلطنة عمان عن فخره بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات العمانية الموريتانية، واصفا إياها بالراسخة في التاريخ والثقافة ومستمرة في التطور والنمو.
وبين أن هذه الزيارة تأتي في هذا السياق وفي هذه الروحية والنوايا الطيبة التي تجمع البلدين، مذكرا بزيارة معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إلى سلطنة عمان العام الماضي، وما تمخض عنها من مبادرات وأفكار يتم العمل الآن على بلورتها.