وزير الصحة: "حملة التلقيح ضد الحصباء تأتي تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بتعزيز صحة الأطفال وضمان حمايتهم من الأمراض المعدية والخطيرة"

أكد معالي وزير الصحة، السيد عبد الله سيدي محمد وديه، في كلمة افتتاحه اليوم في نواكشوط، للحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، أن هذه الحملة بالغة الأهمية، تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، القاضية بتعزيز صحة الأطفال وضمان حمايتهم من الأمراض المعدية والخطيرة بعد ظهور حالات من الحصباء في مناطق مختلفة من الوطن خلال الأشهر الماضية، كما أنها تندرج ضمن استراتيجية حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي الهادفة إلى توفير نظام صحي فعال يستفيد منه جميع المواطنين.

وأضاف أن الحصبة والحصبة الألمانية ما تزالان من أكثر الأمراض المعدية التي تهدد صحة الأطفال والنساء الحوامل، منبها إلى أنه إذا لم يتم التصدي لها بالتطعيم، يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا، والالتهابات الرئوية، وحتى الوفاة.

وبالنسبة للحصبة الألمانية، فأوضح أنها تشكل خطرًا جسيمًا على صحة الأمهات الحوامل وأجنتهن، حيث قد تسبب تشوهات خلقية تؤثر على مستقبل الطفل وصحته، مبرزا أنه في هذا الإطار تنظم وزارة الصحة بالتعاون مع شركائها الفنيين والماليين حملة وطنية للتطعيم تستهدف الأطفال من 9 أشهر إلى 5 سنوات خلال الفترة من 02 إلى 11 ديسمبر 2024، وذلك بكلفة مالية بلغت 109.587.986 أوقية جديدة.

وقال إن الحملة تهدف إلى تقليل نسبة الإصابة والوفيات بسبب الحصبة والحصبة الألمانية، إضافة إلى تحقيق تغطية تطعيمية لا تقل عن 95% للأطفال المستهدفين، وكذا متابعة ورصد الحالات المشتبه بها وإدارتها بشكل فعال.

وأضاف أن موريتانيا نظمت آخر حملة وطنية للتلقيح ضد الحصبة في فبراير 2018، ومكنت من تحقيق تغطية وطنية بنسبة 103.7% من مجموع الأطفال المستهدفين، مبينا أنه كان مقررا تنظيم حملة وطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في العام 2021، ولكنها لم تتم بسبب جائحة كوفيد-19. وقد أدت التغطية المنخفضة خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى تراكم كبير للأطفال غير المطعمين وتوسع نطاق انتشار المرض، مما زاد من معدلات الوفيات بين الأطفال، لافتا إلى أن التأخر في إدخال الجرعة الثانية من لقاح الحصبة، والذي تم في أبريل 2023، قد أدى إلى زيادة المشكلة حيث بقيت التغطية منخفضة بنسبة 31%.

وقال إن نجاح هذه الحملة يعتمد على تضافر جهود الجميع، من كوادر صحية وهيئات شريكة ومجتمع مدني، مبينا أن المسؤولية الكبيرة تقع على الآباء والأمهات في أخذ المبادرة من أجل حماية أبنائهم من هذا المرض الخطير.

وشكر كل الشركاء الفنيين والماليين، وعلى رأسهم البنك الدولي والمنظمة العالمية للصحة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) على دعمهم المستمر لقطاع الصحة في بلادنا، داعيا كافة المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع الفرق الطبية الميدانية، لضمان تلقيح أطفالهم خلال هذه الحملة، إذ أن صحة أطفالنا هي مسؤوليتنا جميعا، ولا يمكننا تحقيق مجتمع قوي وسليم إلا بحماية الأجيال الصاعدة من الأمراض التي يمكن تجنبها بالتلقيح.

وبين أنه من أجل الوصول إلى كافة المستهدفين، البالغ عددهم 821.630 طفل، فقد اعتمدت الوزارة مقاربة تقوم على 3 استراتيجيات، أولا توفير نقاط تلقيح في كافة المراكز والنقاط الصحية على عموم التراب الوطني، وإنشاء مواقع متقدمة تستهدف الأماكن العمومية كالمدارس والأسواق، إضافة إلى فرق متنقلة تستهدف المناطق النائية.