منتزهات تقليدية في لعيون.. استثمار صغير يحوّل الحاجة إلى فرصة سياحية

يقال إن الحاجةَ أم الاختراع، وإن الفرص تُصنع أكثر مما تأتي صدفة، ولعل هاتين الحقيقتين تجسدتا في تجربة مجموعة من صغار المستثمرين بقطاع السياحة في مدينة لعيون، الذين دفعهم ضيق ذات اليد إلى إنشاء منتزهات تقليدية مستوحاة من الطبيعة، تتلاءم مع أذواق السياح ولا تحتاج إلى تمويل كبير.
فقد ضرب هؤلاء المستثمرون خيامًا فسيحة مجهزة بمستلزمات الضيافة، لتكون نُزُلاً مريحة يجد فيها الزائر مبتغاه من الخدمة، وينعم فيها بالهواء الطلق بعيدًا عن الضوضاء والروائح الكريهة.

وتتميز هذه المنتزهات بالبساطة في المعاملة والمرونة في الخدمة، حيث يراعي القائمون عليها تفاوت دخول السياح وتباين أذواقهم، فيوفرون لكل زائر ما يناسبه.

ويقول المستثمر محمد ولد أحمد قالي، الذي يعمل منذ أربع سنوات في مجال السياحة والمطاعم بمدينة لعيون، إن المدينة تُعد وجهة سياحية جذابة خاصة في فصل الخريف، حين تتحول إلى أرض خصبة للاستثمار السياحي.
ويضيف أن الفجوة القائمة في الخدمات السياحية ـ التي اقتصرت طويلًا على فنادق ومطاعم تقليدية تفتقر إلى الفضاءات الواسعة والأجواء الطليقة ـ كانت الدافع وراء إطلاق مشروعه. فقام هو وزملاؤه بنصب خيام وأكواخ مريحة على المرتفعات الرملية بضواحي المدينة، لجذب السياح الباحثين عن أجواء نقية بعيدًا عن الضوضاء والحشرات والروائح المزعجة.

أما المستثمرة النوه بنت كعباش، فتؤكد أن مشروعها السياحي جاء بدافع الحرص على إيجاد فضاءات مريحة للزوار، خصوصًا في الليل حين يبحثون عن أجواء هادئة خالية من الإزعاج.
وتشير إلى أن منتزهاتها لا تقتصر على استقبال السياح، بل توفر أيضًا خدمة التوصيل للزبناء، وتُعِدّ موائد الأعراس والمناسبات والاجتماعات عند الحاجة.

وتضيف أن بعض الزوار يقصدون هذه المنتزهات لاحتساء الشاي أو تناول وجبات خفيفة، بينما يفضل آخرون قضاء الليل في الهواء الطلق، في حين يختار بعضهم أخذ الوجبات إلى السهول وبطون الأودية حيث المناظر الطبيعية الخلابة والمواقع السياحية الجذابة.

المزيد في الصوتية التالية: